الرجل ذو القناع الحديدي

بسم الله الرحمن الرحيم


الرجل ذو القناع الحديدي
The man of the iron mask

إنه واحد من أعقد ألغاز التاريخ التي لم تُحسم بعد، على الرغم من مرور أكثر من قرنين كاملين على نهايته

إنه لغز ذلك الرجل ذو القناع الحديدي، الذي عاش ومات، دون أن يعرف أي شخص هويته الحقيقية
ولا لماذا ظل يضع قناعاً حديدياً حتى آخر لحظة من عمره

ويرجع تاريخ هذه القصة إلى عصر الملك لويس الرابع عشر ملك فرنسا (1638 _1715 )، ففي صباح الخامس عشر من سبتمبر، عام 1661، وصلت عربة ملكية
إلى سجن (الباستيل) الفرنسي الرهيب، وعلى متنها أمين سر الملك (لويس الرابع عشر)، ورجل تدل ملابسه عن عراقة محتده، ونبل أصله، يُخفي وجهه خلف قناع حديدي، لا يترك له سوى فتحتين لعينيه، وأُخرى لفمه، وقد وُضع عليه قفل كبير، يمنع فتحه

وأستقبل رئيس السجن الرجل الغامض ذو القناع، في إحترام بالغ، وأصغى صاغراً لأمين سر الملك وهو يقول للسجين في إحترام لا يخلو من الحزم
إنني أعتمد على شرفك يا سيدي.. لا ينبغي أن يعلم مخلوق واحد من تكون
ولا لماذا أنت هنا .. أُريد وعداً منك بهذا

فأجابه الرجل في إعتداد
أعدك

وبعدها تم نقل السجين ذو القناع الحديدي إلى زنزانة خاصة، مؤثثة على نحو جيد، وتلقت إدارة السجن أوامر مشددة بضرورة معاملته كالنبلاء

وكان ذو القناع الحديدي سجيناً مثالياً ، يعامل الجميع في تهذيب شديد، وإن أشار أحد حراسه إلى أنه كثيراً ما كان يسمع نحيبه، عندما كان يبدو له أن لا أحد يستمع إليه

ولم يخلع ذو القناع الحديدي قناعه أبداً ، حتى عندما أصابه المرض ، واضطر الأمر إلى إحضار طبيب لمداواته ، فعالجه الطبيب تحت حراسة شديدة ، ولم ُيسمح له بكشف وجهه ، حتى لقياس حرارته من لسانه

وقضى ذو القناع الحديدي أربعة وعشرين عاماً كاملة في سجنه المزدوج

سجن القناع .. وسجن الباستيل

ثم توفى في هدوء وصمت

وعند نقله من زنزانته إلى مقبرته، حضرت مركبة ملكية خاصة، حملته إلى قبر من الرخام، أُحيط بحراسة مُكثفة، بعد أن تم دفنه فيه، لمدة شهر كامل، وكأن الملك أراد أن يضمن بقاء هذا السر في طي الكتمان أبد الدهر

وقد نجح في ذلك في الواقع

وأثار لغز ( الرجل ذو القناع الحديدي) خيال الأدباء، والساسة، والنبلاء
ثم خرج علينا (ألكسندر دوماس) الروائي الشهير ، بفكرة عجيبة
في روايته (الرجل ذو القناع الحديدي)، فقال أن هذا الشخص هو توءم الملك (لويس الرابع عشر)، وأن الملك قد أودعه سجن (الباستيل) حتى لا يُنازعه العرش، وإنه قد أخفى وجهه بهذا القناع الحديدي حتى لا يعرف أي مخلوق حجم الشبه الواضح بين التوءمين

وعلى الرغم من طرافة القصة والفكرة، التي لاقت نجاحاً كبيراً، وقد تحولت إلى فيلم سينمائي ناجح من بطولة الممثل ليوناردو دي كابريو والممثل الفرنسي جيرارد دي باردو
تحت عنوان
(The man of the iron mask)
إلا أن المؤرخين حتى كتابة هذه السطور ، أو على حسب علمي ..لم يضعوا تفسيراً أو حلاً لهذا اللغز التاريخي ، الذي بقي مجرد قناع على وجه التاريخ

قناع حديدي




دمتم بخير

والله العظيم أنا فرحانة بوجودكما كثيرا

الله لا يحرمني من طلتكم فؤاد وعبده


بارك الله فيه وفيك فؤاد، وجودك هو الأروع


وعبده، نعم هذه القصة لغز من ألغاز التاريخ حتى الآن والفيلم كان مجرد رؤية
كما هو مذكور


شكرا لكما ودمتم بخير

شكرا لكما الحسن ودولورس

أيا ما كانت الآراء، الحقيقة لازالت غير كاملة للأسف
وسيبقى الرجل ذو القناع الحديدي لغز من ألغاز التاريخ

قد يحل يوما ما.. ربي يعطينا العمر


دمتم بخير سالمين من كل شر

شكرا لك حسام على هذه المشاركة الجميلة

الحمد لله أن القصة أعجبتك


دمت والجميع بخير