تنبيه إلى كنز خبأه علي خنوف

بسم الله الرحمن الرحيم
كلما جاءت أمة لعنت أختها, حتى إذا اداركوا فيها جميعا ...

صراع الحضارات ,
من المبادئ المعروفة بين الأمم على مر التاريخ, أن كل أمة تأتي إلا و تلعن ما قبلها,
أنها تبيد الحرث و النسل, و تنزع كل ما يمثل رمزا لسابقتها حتى تستأثر بالعزة لنفسها
و إذا تعلق الأمر بغزو, فإن الهدف الأول أن يحذف الدخيل كل مخلفات الأصيل الراحي
و لأن شمال إفريقيا كان قبلة لأطماع الغزاة منذ فجر التاريخ, فإن من ينيبش بطون الكتب لا محالة سيجد ما تبقى من خبر من قبلنا, و إن كان منقوصا و لا شك.
ولاية جيجل الحديثة , لا تختلف عن جيجل القديمة , و كتامة التي قبلها , و ما قبل قبلها, في أفضل الميزات التي تتحلى بها, سواء من حيث استراتيجية موقعها, أو من حيث طبيعة تضاريسها التي أعجزت الأقلام, أو من حيث حصانتها الطبيعية , التي جعلتها أبية شامخة أمام عتاة التاريخ .
جيجل منطقة نرها في أذهان أهلها و في مخيلة كل جزائري أو عربي , تلك المنطقة الساحلية الجبلية, المتحلاة بشاطئ خلاب, المتصدرة للمشكال الأمنية , الفقيرة.
هذه هي صورتها وفقط
و هذا مبلغنا من العلم عنها.
لكن , الوجه الآخر من العملة لا يعلمه إلا أولو الألباب
فجيجل هي جسر فتح الأندلس و كل المغرب العربي,
و هي حصن في وجه اليونان و الرومان و العثمانيين , الأتراك
و لأجل ذلك, و لشدة ما أبلت به في جوف التاريخ, فإن الانتقام أهدى لأهلها باقة من الفقر
باقة من الدمار و الخراب,
و لا أراك الله أشد من إتلاف أثر علم
من إتلاف مراجع التاريخ عنها من طرف العملاء, و تهريب ما تبقى مما تبقى
و مع ذلك , فقط أغبطني أن رأيت كتابا يروي زخات عن حبيبتي جيجل, يرفعها في عيني, يعطيها بعضا من قيمتها المفقودة إلى الأبد
أنصح القارئ بالعودة إلى كتاب "تاريخ منطقة جيجل قديما و حديثا"
كتاب رائع حقا, أبدع في تجميع تاريخها , علي خنوف ,
قرأته فانبهرت , و لم أصدق أن تلك المنطقة التي لفظها الإداريون
تعتلي كل هاته المكانة, كل هته المنزلة,
صمدت كل هذا الصمود
حملت كل هذا الشرف للجزائر و للعالم
لن أسهب في إيجاز الكتاب,
من أراده فليطلبه, فالعزيز نادر, و من تحصل عليه فقد نال كنزا عظيما
كتاب قرأته عشرات المرات , و كل مرة يزداد حلاوة
فاعرف شيئا عن جيجل من خلاله
أو
اعرف جيجل يا من يسكنها و لا يعرف عنها سوى ما دون أنفه
اعرف أنها لا تثمر سوى الرجال , و لا تأبى الانحطاط
اعرف شيئا عن معركة سانتارنو 1851 و 1871 و كيف أن هواري بومدين أصله من بني فوغال قرب فج سلمى بجيجل, و لا زال أثر منزل أبويه فيها
اعرف عن ثورة ابن الأحرش و ماذا قال شريف الزهار في شخص ابن الاحرش
اعرف شيئا عن ماكماهون فيها, و عن معاناة نابليون المسكين
اقرأ مراسلات نابليون , و إدارته المباشرة للحرب هناك
تلذذ بصول و جول أجدادك , و سيول دم الفرنسيين التي أحدثوها,
انتقل إلى صخور الركيبة, فهي لازالت تحمل اعترافات الهزيمة, منقوشة إلى يوم البعث بأيدي
جنود و ضباط أتخمت الذئاب لحومهم هناك
كتاب رسخ العزة و الأنفة في , لانتسابي إلى أولئك الذين شهد لهم نابليون بأنهم أعتى جنود الأرض
بارك الله فيك علي خنوف, سلمت يداك
......................................... الحسن

شكراااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا لك استاد موضووع قيم
شكرا لك جزيل الشكر

شكرا لك استاذي الكريم على الموضوع

بارك الله فيكما على مروركما العطر.

أشكركما

شكرا أخي الحسن
بارك الله فيك
فعلا ولاية حضارتها ضاربة في أعماق التاريخ ومكانتها راقية ، فقبائل كتامة وحدها قدمت رجال غيرو مجرى التاريخ برمته ، ومن أتى إليهم مستجيرا آجروه وعلموه وصنعوا منه قائدا عظيما بنى القاهرة

يا سيدي الفاضل ليس الحري بنا أن نتفاخر بالأنساب، فماذا قدمنا نحن أحفاد هؤلاء
هل من المنطقي أن تعيش على نشوة لم تذقها، وحياة لم تعشها، وانتصرات لم تساهم فيها، وانجاز لم تشارك فيه
ولله در الشاعر حين قال: ليس الفتى من قال كان أبي ولكن الفتى من قال ها أنا ذا.

نعم يا عزيزي خيرو. الأمر كذلك . أنا معك في هذه الرؤية. لكن لا يجب أن نتوقف عند مجرد حجم الكتابة و لونها . بقدر ما يجب أن نأخذ ذلك أرضية صلبة للعمل و التأسي بمن مضوا تاركين هذه الآثار الطيبة .
التغني بالـمـــــــــــــــــاضي ليس عيبا إذا كان وقودا لـحـــــــــــــــــاضر يتغنى به أبناؤنا مستقبــــــــــــــــــلا

شكرا لكم على النقد البناء و على المرور.

أخي خيرو, التغني بالمآثر و الأمجاد ليس استكانة بقدر ما هو إدكاء لجدوة النخوة

أحترم رأيك أشاطر أنشط عضو تعليقه ,

المشكلة أننا رغم كل ما لنا من بطولات صنعها أولئك, إلا أننا لم نستفد منها,

فلا نحن تغنينا بها على وجه يليق, و لا هي حشدتنا و حمّستنا لما هو أفضل,,,

و المهم في الأخير أننا لم نصنع على الأقل سيارة عربة, كتلك التي

صنعها فورد في مرآب مزرعته , أي نحن لا زلنا في سنة 1800, متخلفين بقرنين

كاملين.................. فأي خير نرى أنفسنا فيه و نحن "نتمرّغ" في فضلات حضارة

غيرنا.