شكرا أسماء على انتقائك
أقول:
إن الأب فرد في المجتمع, وليس كائن غريب, لذا أولا يجب أنن ننزع فكرة الاستغراب من
أذهاننا , و نتعامل معه كظاهرة , تقبل المعالجة, فنعطي الاسباب, ثم نقيّم الوضع, ثم
نقترح الحلول, , ,
فالأب كفرد اجتماعي يمكن أن يكون بسيط التكوين العليمي, و هي الطبقة الغالبة في
المجتمع من جيل الاستقلال, و الذي بعده,
طريقة التربية التي عاشها الأب على يد أبيه تختلف عن طرق التربية و ظروفها اليوم
فقد كان أب الأب (أي الجد) يسهر على تربية ابنه بحيث لا يدخر جهدا كبيرا لنقص
الأخطار التي قد تفسد سلوكه, لأن الحياة كانت بسيطة ,
أما اليوم فالمجتمع صار معقدا, و لا يفهم تعقيده إلا الشباب الذين عاشوه, و بما أن كل
شيء لا يفهمه المرأ يحذره بطبيعته , فلا غرابة أن يحذر الأب من الظروف المعقدة,
و يحافظ على أولاده منها.
فخروج بنت إلى الشارع مثلا يعني بالنسبة لأبيها تلك الصورة التي يراها في الإشهارات
أو تلك المظاهر الفاضحة, أو تلك البنت التي تفرط في السيفيليزي بحيث تخرج عن
طوعه و يفقد سيطرته عليها, و بالتبعية , يجلب له ذلك عواقب يندم على تصرفه معها
هذا مجرد مثال
الأب مثلا بالنسبة لمسألة الاجبار على اختيار شعبة معينة في دراسة إنما يعبر
عن شيء فقده في حياته, فهو فاته القطار بحيث كان يريد أن يكون الأب الطبيب
أو الأب المحامي, أو الأب الصحفي, و و و ,
و لما لم يتحقق له ذلك, يريد أن يرى نفسه في مرآة ابنه, فيرغمه على أن يصير
كما يرغب هو , لا كما يرغب الابن
الأمر له دوافع شريفة في جميع الحالات, و لا يليق بنا أن نصف الأب بأنه ليس أبا مهما
كان الأمر,,, فخطؤه يدخل في إطار : من اجتهد و أصاب, ,,, فللأب أجر على الاقل
أما بالنسبة للخلاصة:
فأنا أرى بأن الابن كذلك له دور كبير في تغيير شخصية والده, لا تسغربوا ما أقول:
فقد وقفت على حالات , أين أصلح ابن في السادسة عشر من العمر بين أبويه اللذين
أشرفا على فوهة الطلاق, بجهد فيه ذكاء كبير, و بالتالي حافظ على أسرة
ثم أن الأب , عندما يصير ابنه بالغا تتغير نظرته إليه, فتنقلب الأمور ليصير الابن أبا
و الأب ابنا في خيالهما معا, و هنا تتهيأ الفرصة للتغيير, على أن لا يحس الاب بتقزيم
دوره كرب أسرة,
المهم : أخيرا الكل في البيت آباء بشرط أن تستعمل الحيلة الايجابية في التغيير
أحترم آراءكم, و أشكركم