لو رجعنا إلى التفسير لوجدنا اختلافا جذريا بين المعنيين
بين من يتقي النار, و من يتقي الله,
بل هما متعاكسين مائة و ثمانين درجة, اتقاء النار يعني الهروب منها بشدة
بينما اتقاء الله يعني التقرب إليه بشدة
قال المناوي: ("اتقوا النار" أي اجعلوا بينكم وبينها وقاية، أي حجاباً من الصدقة، ولو كان الاتقاء بالتصدق بشيء قليل جداً مثل شق تمرة)
بينما اتقوا الله تعني : اخشوه فيما ستفعلونه, و استغفروه عما سبق و أن فعلتموه, بسرعة شديدة (مسارعة) : "سارعوا إلى مغفرة من ربكم..."
ألا نلاحظ بأن ذلك ينطبق على فهم المجنون و يتعارض مع معرفة العابد!
كان هذا نهج علي ابن أبي طالب كرم الله وجهه , إذ قال مقولتيه الشهيرتين:
(ربي!.. ما عبدتك خوفا من نارك، ولا طمعا في جنتك.. ولكني رأيتك أهلا للعبادة، فعبدتك)
(جلوسي في المسجد، أحبّ إليّ من جلوسي في الجنّة.. لأنّ الجلوس في المسجد رضا ربّي، والجلوس في الجنّة رضا نفسي.. ورضا ربّي أولى من رضا نفسي).
بوركت