قد يظن البعض أن القرءان كتاب كشأن الروايات نقرؤه قراءتنا المعهودة
لكن الواقع خلاف ذلك تماما , فلكل حرف طريقة إخراجه , منها ما يبتدئ التحضير له في
الحنجرة و منها ما يبتدئ طبخه بوسط الفم, و منها ما يشترك مع الأنف لإخراجه, و منها ما تستقل به
اللثة و الشفتان, و في الأخير لا نحصل على مجرد صوت فحسب, و إنما على لحن
يرقى بصاحبه رقيا , في الدنيا و الآخرة, فسيقال لقارئ القرآن يوم القيامة اقرأ و ارقَ و رتّل كما
كنت ترتل في الدنيا.
و من أراده بهذا الرسم الذي تفضلت به الأخت حنان , فإنه سيتعب في إخراجه بشكله الصحيح ,
أو القريب على الأقل , و في ذلك أجر عظيم, لما قاله صلى الله عليه و سلم حسب معنى الحديث
الذي لا أحفظه , أن من يتلعثم و يتأتئ قراءته للقرآن مجتهدا, فإنه له أجر على ذلك إلى جانب
أجر قراءة القرآن التي يجازى عن كل حرف منها عشر حسنات و يضاعف الله لمن يشاء
أشير أخيرا أن القراءات تختلف أحيانا من حيث تواجدالكلمات في الجمل وفقا لأحكام معينة
كالمد المتبوع بهمزة مهما كان شكلها , الذي يكون طويلا في ورش, و غير ذلك في حفص, و كذا
الشدة المسبوقة بمد, على حسب اجتهادي البسيط في قراءتي كما نقول الضالين , يحاجّونك,, آلله أمرك بهذا؟
... و غيرها , أما في حفص فخلاف ذلك, إذ يغيب المدّ في هذه المواضع ,
بالاضافة إلى نطق الهمزة في ورش و غيابها في حفص كقولنا : المومنون في ورش
و في حفص نقول : المؤمنون ........................ و الله أعلم
و للأسف الشديد, فرغم أن جميع المغرب العربي يقرأ برواية ورش, إلا أن مصادرها معدومة
بوركت حنان , أثابك الله عن كل حرف من موضوعك مائة حسنة , كل واحدة بعشر.
.