منتدى ستارلاوز ********* STARLAWS Forum
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالتسجيلأحدث الصوردخول

 

 كثرة المصاحبة

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 1129
نقاط : 12779
تاريخ التسجيل : 07/01/2009
الموقع : weboutas.jeeran.com

كثرة المصاحبة Empty
مُساهمةموضوع: كثرة المصاحبة   كثرة المصاحبة I_icon10السبت 10 أبريل 2010, 3:37 am

هي قصة كان أبي و أمي يرويانها لنا منذ الصغر , مفادها أن:
طفلا من عائلة ثرية كان له العشرات من الأصدقاء, كان بمجرد عودته من الدراسة يتهافتون على بابه ينادونه للعب معهم, فلا يدعونه يراجع دروسه, و صار لما يأمره أبواه بإحضار شيء من الدكان أبى و رفض , و فضّل أصحابه عن طاعة والديه.
صار هذا الولد مراهقا, على عتبة الشباب, و لا زال على نفس الطبع , و لم يجد أبوه سبيلا لتخليصه من تلك الصحبة البائخة , خشي أشد الخشية على ولده من الضياع في رفقة السوء,
كان الأصدقاء يظهرون له ودّهم, و مؤازرتهم له في الشدائد: نحن معك لو حصل لك طارء, سنبذل أموالنا و أنفسنا لأجلك, ,,,, المهم.
كلما تحدث إليه أبوه عن الموضوع ثارت ثائرته, و غضب لأيام عديدة, لأنه كان يحس أن أباه يجذبه من أصحابه, كان يظن أن أباه لم يرد له خيرا, خاصة و أنه يحثه على امتحانهم ليعلم أخيرا من هو الصاحب الفعلي, فيكتفي به لحياته على الشدائد, و يستغني عن البقية الكثيرة, و أن يفعل كما يفعل أبوه, أبوه ليس لديه سوى صديق واحد و فقط,, المهم...
في عز قر الشتاء, ذات ليلة كانت الريح تكاد تقتلع الأشجار, السماء مغيمة بسحب سوداء, الثلوج تتهاطل, , بينما الولد الشاب نائم ينعم بدفء فراشه في جوف الليل كما ينعم أعضاء منتدى ستارلاوز, إذْ بأبيه يطرق الباب طرقا شديدا متتاليا دون انقطاع مناديا على الولد , تعال أسرع أسرع...
قام الولد فزعا , خائفا, متوجسا, مضطربا, و اتبع أباه إلى المرآب في الطابق الأرضي للمسكن, فلاحظ كيسا كبيرا تخرج منه الدماء , و عصى و سكين بيد والده.
قال الأب لابنه, يا ولدي, هذا لص أراد أن يقتل أباك, فتفطنت له أمك, فقتلناه معا, فاذهب و أحضر أصدقاءك لنتعاون على أخذه إلى مكان بعيد قبل أن يلوح ضوء الصباح.
انطلق الولد مسرعا , يطرق أبواب أصدقائه الواحد تلو الآخر , فما من أحد استنجد به منهم إلا و تحجج بأنه مريض, أو أن له سفر بعد حين أ و منهم من رفض صراحة لخطورة الأمر, و منهم من رفض فتح الباب في ذلك البرد و تلك الظلمة...
عاد الولد إلى أبيه منهارا باكيا وحيدا, و بمجرد دخوله خاطبه الأب, يا ولدي أين أصحابك؟
أجاب بحسرة باكيا: لقد رفضوا جميعا, ماذا سنعمل يا أبي؟
فأمره أبوه بأن يتجه إلى مسكن صديق هذا الأب , لأنه الوحيد الذي بقي قبل أن يدركهم النهار.
اتجه الولد مسرعا, طرق الباب برفق مستحيا من صديق أبيه, ففتح الباب: نعم يا بني, ما الذي جاء بك في هذا الوقت من الليل , ما لي أراك متجهما؟ أهناك خطب ما؟
أجابه الولد بأن أباه حوال لص الاعتداء عليه , فقتله, و هو الآن في حيرة من أمره, يحتاج عونك لنقله و دفنه بعيدا قبل أن يراه الناس.
خرج صديق الأب دون أن يعود لتغيير ملابس النوم, خرج مسرعا صوب منزل والد هذا الشاب, و بمجرد أن وصلا , همس أين هو ابن الكلب, هيا , اسرع بنا ندفنه كي لا يطالك أي مكروه, و حمل الكيس الكبير الملطخ بالدماء على كتفيه يتمايل يمينا و شمالا, و بمجرد أن وطأت قدمه العتبة, قال له الأب مهلا يا صديقي و يا أخي الذي لم تلده أمي,
ليس الأمر كما تريانه:
هذا كبش أقرن أملح , جعلته مكافأة لمن يظهر لي استعداده لمؤازرتي عند الشدة.
فخذه هنيئا لك.
أنزل الرجل الكيس من فوق كتفه, و انطلق نحو الأب , و حضّنه طويلا.
هنا عرف الولد ما معنى الصديق...




فما أكثر الأصحاب حين تعدهم *** لكنهم حين النائبات قليل.



.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://www.weboutas.jeeran.com
 
كثرة المصاحبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ستارلاوز ********* STARLAWS Forum :: الأدب و الشعــــــــــــــر :: القصص و التراجم و الفروع الأخرى-
انتقل الى: