مقال أعجبني لسعد بوعقبة

اِبْكِ يا وطني الحبيب! لسعد بوعقبة

في 5 أكتوبر 88 حدث في الجزائر ما يطلق عليه الآن الربيع العربي! وجاء الرئيس الشاذلي إلى التلفزة في العاشر من أكتو بر 88 وقال للشعب الجزائري "بغصة" إنه فهم مطالبه وقرر إحداث إصلاحات.. وبدأ بنفسه بحيث قلص صلاحياته ونقل بعضها إلى رئيس الحكومة الذي تحول من وزير أول إلى رئيس حكومة! وعين المرحوم مرباح رئيسا للحكومة!
وقادت أفالان مهري ومرباح وحمروش هذه الإصلاحات الدستورية.. وعاد المطرودون من الحزب إليه.. لكن أفالان بلخادم وزبانيته سعت لدى بوتفليقة إلى قلب الأمور وإلى إفساد إصلاحات الشاذلي.. وعاد رئيس الحكومة وزيرا أولا.. والآن يتحدث الناس عن العودة إلى إصلاحات الشاذلي الدستورية.. بإعادة الوزير الأول رئيسا للحكومة!
بالأمس فقط سقطت الدموع من عيني وأنا أتابع خطاب العرش للملك المغربي الشاب محمد السادس حيث استجاب الملك لمطالب الشباب المغربي الذي تظاهر وطالب بإصلاحات دستورية.. فاستجاب له الملك.. وقرر تحويل الوزير الأول إلى رئيس حكومة مسؤول عن الجهاز التنفيذي ومسؤول بالكامل أمام البرلمان المغربي.. وإن رئيس الحكومة يعين من بين صفوف الأغلبية في البرلمان.. وللبرلمان سلطة الرقابة على الحكومة.. هذه الأمور التي تحدث الآن في المغرب الشقيق سبق وأن حدثت في الجزائر قبل 20 سنة بصورة محتشمة! ولكن عوض أن نتطور ونتوسع في مجال تكريس سلطة الشعب على حكومته تم الالتفاف عليها وتصفيتها فعاد البرلمان إلى مجرد غرفة للتسجيل ترتع في ردهاته قطعان من البشر لا يهمها من الشأن العام سوى الاعتلاف! وتحول رئيس الحكومة إلى وزير أول بدون وجود وزراء.. لا أول ولا ثان! يملأون المناصب!
كم تمنيت وأنا أشاهد ما يحدث من إصلاحات في المغرب الشقيق لو يقف أي واحد في الجزائر ويقول لبرلمان الاعتلاف وللجنة بن صالح وغيرهم من المسؤولين أنتم من أفسد إصلاحات 5 أكتوبر 88 بإفسادات 2008 وبالتالي لا يحق لكم الحديث عن الإصلاحات.. حتى ولو كانت نيتكم إصلاح ما أفسدتموه! وما كدت أنتهي من "غصة" ما رأيته في المغرب الشقيق حتى "حكمتني" شهقة أخرى وأنا أسمع خبرا في فضائية مصرية يقول: إن السلطات الإسبانية ألقت القبض على الهارب المصري من العدالة المصرية حسين سالم كبير سراق مصر! وإن السلطات الإسبانية تتأهب لترحيله إلى مصر! فيما تدخل قضية الخليفة عندنا عامها الثامن ولم تستطع الحكومة جلبه إلى العدالة في الجزائر! حتى أصبح الشارع الجزائري يتحدث عن إمكانية عودة عبد المؤمن الخليفة في إطار الإصلاحات كرئيس للبلاد أو على الأقل كرئيس حكومة! ألم يقل ذات يوم بأنه كان ضحية طموحه لرئاسة الجزائر؟!
اِبْكِ يا وطني الحبيب وانتظر الإصلاحات من حزب شلبية وبوعشة تدخلك في عهد ما قبل التاريخ!