حقيقة و من صميم شعوري, أنا لا أشعر بأن شعبنا مستقل, رغم مرور 47 سنة على
خروج فرنسا من الباب, و دخولها من النافذة , و إلا فما معنى أن يرتفع احتياطي
العملات الأجنبية في الجزائر إلى 90.96 مليار دولار في نهاية جوان 2008 بسبب
ازدياد صادرات النفط التي تزيد قيمتها عن إجمالي الواردات. حيث تعادل
الاحتياطيات قيمة واردات ثلاث سنوات , و مع ذلك , كل يوم أتوكّل على الله
فيه إلى عملي إلا و أجد المتسولين مزروعين كالفطريات في الشوارع,
الناس يتقاضون أجورا ضعيفة , عامل بسيط في مؤسسة سوناطراك يتقاضى
أجرا يفوق أجر الأستاذ الجامعي !!!
ارتفاع الضرائب و ثقلها على الجيوب
قسائم السيارات لا زالت تدفع و لا تُعرف مصائرها, الطرق مهترئة, و لا تلبي حاجة
حضيرة السيارات,,, مسؤولون نسمع عن فرارهم بملايير إلى الخارج و متابعة الريح
و أطفال أميون يثرون في رمشة عين, الخليفة عبد المومن أحسن مثال ,
سرقة عائدات الدولة بطرق مضحكة
كسر الاقتصاد الوطني بتهريب كل شيء و عدم المتابعة القضائية إلا لصاحب الطاولة
في الشارع , غياب المراقبة الجمركية على السلع المحرمة دوليا, في السوق
الجزائرية تجد كل أنواع الغازات المسيلة للدموع و السكاكين و و و ما لا نراه
الاحتكار بتضييق الخناق على رجال الأعمال الأوفياء بعرقلتهم و العصف
بمصائهم و أراوحهم,,, شخصيات تملك حسابات في سويسرا تعادل ميزانية
دولة, لا تتم ملاحقتهم لأجلها أبدا رغم معرفة الأرصدة هناك
حفلات و مهرجانات بالملايير دون عائدات أمام أعين الفقراء يعلن عنها في التلفاز,,
ملء الادارات بالفتيات و إقصاء أرباب الأسر,, استفحال المحاباة و الرشوة, و
استحالة مطلقة للحصول على وظيفة دون "معرفة" , على مرأى من المسؤولين,
ما معنى استقلال وطن كل المسؤولون فيه يتحدثون باللغة الفرنسية,,
و لا يقوى أفضلهم على تكوين نصف جملة عربية مفيدة ؟
ما معنى أن يتحدث الممثل الدبلوماسي الروسي باللغة العربية بطلاقة ,
فلا يفهمه الوزير الجزائري إلا بمترجم؟
ما معنى أن يجيد وزير الثقافة و وزير التعليم عندنا اللغة الفرنسية و يضحك التلاميذ
ضحكا كثيرا لما يسمعون أحيانا عربيتهم المكسّرة , , , أيعقل أن تمنح
وزارة كالداخلية لمفرنس , و وزارة التعليم, و و و و المجاهدين , و أن يعهد
بثقافة البلد كلّها إلى مفرنسين ,
هل اثقافة العربية تعني مجرد الغناء و الرقص و الحفلات التافهة
ماذا تعني السيادة إن كانت الثاقفة و الداخلية
على هذه الحال, أين هي سيادتنا و نحن هكذا مستعمرين بشكل سخيف.
ألا تمثّل الداخلية أحشاء كيان الدولة؟
ألا تمثل الثقافة عقلها؟ ألا يمثل التعليم ماضيها و مستقبلها ؟
ما الفائدة من هيكل أجوف بلا أحشاء, و مفتقد إلى العقل, عديم الهوية؟
اسمحولي أن أبكي و أنوح بشراهة على وطني المنتزع منا أمام أعيننا
اسمحولي أن أحزن بحلول كل 05 جويلية حزنا يسيل الدم من عيناي
هذه مجرد قطرة من بحر,,,,
و نقول استقلال الجزائر
استقلال من ماذا؟
هذا العيد لم يعد يفرحنا نحن الشباب , بل أصبح جرح كل سنة يغور فينا ,,,
أو ,, عودوا إلى التلفزيون الجزائري , و تفرجوا على الملايير التي تصرف
لاستقدام الفنانين الــمــثــلــيــيــن و الفنانات العاهرات أكرمكم الله ليغنّوا بألفاظ
تشتت العوائل و تجرح ما تبقى من الحياء , و بمباركة من المسؤولين
نسأل الله أن يلطف بنا,
أفلام كل مضامينها تدل على أن شعبنا كان خائنا و صغيرا, بينما تمثل الفرنسي
على أنه السيد النظيف المنضبط, تشويها لأجدادنا الكرماء المترفعين عن هؤلاء .
ألا يستحق هذا العيد أن يكون
مناسبة أليمة للعزاء ؟
يتحدث مسؤولونا باللغة الفرنسية و قد راحت فرنسا
لا يترجم كلامهم للناس البسطاء, أي بالأحرى : يقولون لغتكم الثانية ـ كما في
دستورنا ـ هي لغة مستعمركم نحن امتداد له نتحدث بها,
يتحدثون بها مع المسؤولين الأجانب القادمين إلى الجزائر ,
بينما يترجم كلام الفرنسيين في نشراتنا ! نحن شباب "يفهمها طايرة في السما"
يتحدث مسؤولنا الفرنسية و لا يحسن صياغة جملة بالعربية ,,,,
بينما يتحدث الممثل الديبلوماسي الروسي اللغة العربية بطلاقة هنا في بلدنا,,,
يأتي ممثل اسبانيا الديبلوماسي إلى أرضنا, فيتكلم معه أحد مسؤولينا بالفرنسية
فيرد عليه الاسباني بالعربية ,,, أين الخجل ؟
المعذرة
أنا مجرد شاب جزائري انفجر فتناثرت من أحشائه هذه الكلمات مكوّنة هذا الرد
ما أكثر الأعياد في بلدي, و ما أكثر الأحزان مع كل واحد منها
تحياتي و اعتذاري عن الاطالة