الألم هو شعور بانزعاج حسي أو بضيق معنوي.و الألم المعنوي كثيرا ما يكون شاقا على صاحبه و يـفقده الشعور باللذة و عذوبة الحياة فيجنح المتألم إلى التشاؤم و الانزواء ويرى بعضهم أن الالم من المفجرات التي اعـتـمدها كـثـيـر من الشعراء و الفنانين في إنتاج آثارهم الخالدة،و قد رأوا فيه منبعا ثرا من منابع الإلهام و كانوا ،عامة،على نوعين :
ـ من يتألم و يفجر شاعريته أو فنه من أعماقه،و لا ينوح و لايتذمر.
ـ من يتخذ من الألم نفسه مدادا يغمس فيه قلمه،و موضوعا للشكوى و ذم الناس و الدنيا،كما هي الحال عند الكثير من الرومنسيين
أما الحزن فهو حالة من الانقباض النفسي و الشعور بالغم و الكآبة و فقدان السرور و لذة العيش.و العلاقة بين الحزن و الألم متينة يقول السياب في أنشودة المطر:
أ تعلمين أيّ حزن يبعث المطر
و كيف تنشج المزاريب ..... إذا انهمر ؟
و كيف يشعر الوحيد فيه بالضياع .؟
بلا انتهاء
كالدّم المراق
كالجياع
كالحب ... كالأطفال ....... كالموتى ......... هو المطر ...
هل من صورة سوداء قاتمة يـرسمها شاعر أكثر من هذه الصوره فالخير المطر يبعث عنده الى الشعور بالضياع ذاك الضياع الذي يبدو في مشاعره أيضا .. تلك المشاعر التي اختلط عليها كل شيء (( كالحب ... كالأطفال ........... كالموتى..هو المطر ) يرسم صورة ... و يترك لنا أن نختار .... أن نختار اللون.و يتابع السياب قائلاً:
أ ليس يكفي أيها الإله
أن الفناء ......... غاية الحياة
فتصبغ الحياة بالقتام
هات الردى ........ أريد أن أنام
بين قبور أهلي المبعثره
وراء ليل المقبر
رصاصة الرحمة يا إله.