إذا كانت الحركات الثورية السابقة لعام 1954 تتسم بأنها ذات طابع شعبي محلي،فإن ثورة أول نوفمبر 1954 قد تميزت بالتنظيم و التخطيط و الشمولية و العزم على تحرير البلاد كلها من دنس الاستعمار.و بعد سبع سنوات من الكفاح المستميت دحّر الاستعمار و انصرف معترفا بالقوة الثورية التي لا تقهر و قد ساعدت هذه الثورة المساعدات المادية و المعنوية من الإخوة العرب و الإسلامية و من أنصار تصفية الاستعمار في العالم.و كانت الثورة الجزائرية المباركة و أبطالها الأشاوس موضوعا خصبا للأدباء الجزائريين و العرب و من الشعراء الكبار الذين مجدوا الثورة الجزائرية أمثال مفدي زكرياء و محمد العيد آل خليفة و السياب و الجواهري و نزار قباني و سليمان العيسى.قال مفدي زكرياء ممجدا الكفاح المسلح: و إذا السيـاسـة لم تـفـوّض أمـرها لـلنـار كـانت خــدعــة و تــصــنّــعـا
إني رأيت الكون يـسـجـد خـاشـعـا للـحـق و الـرشـاش إن نـطـقا مـعـا
خَــبِّــر فــرنــســا يــا زمــان بــأنـنا هـيهات في استقلالـنـا أن نـخدعا
و اعتبر سليمان العيسى ثورة الجزائر سبيل العزة العربية في قوله: موجة…تحمل العروبة فيها من جديد مقدسات السّماء
و صدق محمّد العيد حين عدّ الشعراء مصابيح هداية لهذه الثورة قال: ثورة الشّعر أنتجت ثورة الشّعـــــــــــبِ و عادتْ عليه بالآلاء